عقب فضيلة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على ما نشرته (عكاظ) حول استضافة الداعية الشيخ محمد العريفي.. وجاء تعقيب الدكتور الفوزان على الحلقة الأولى والتي كانت بعنوان (سلفي وتبليغي وإخواني.. تسميات ليست من الإسلام) وفيما يلي رد فضيلته:
الحمد لله وبعد:
فقد قرأت في جريدة (عكاظ) في يوم الأحد 28/4/1426هـ العدد (14162) عنوانا سيئا للقاء أُجري مع بعض المشايخ الفضلاء (أ)هذا نصه : سلفي وتبليغي تسميات ليست من الإسلام.
وتعجبت كيف عد كاتب العنوان السلفية بأنها ليست من الإسلام وهي تعني اتباع مذهب السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة والله تعالى يقول (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) الآية, ويقول تعالى للصحابة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) إلى أن قال سبحانه (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ) وقال تعالى في سورة الحشر (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ, وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) إلى قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإيمَانِ) الآية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, قالوا من هي يا رسول الله قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي), وقال عليه الصلاة والسلام (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي).
إذاً فالسلفية هي المنهج الحق الذي يجب علينا أن نسير عليه ونترك ما خالفه من المناهج وأصحابه هم الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة إلى يوم القيامة جعلنا الله منهم.
وأشار الفوزان إلى أن الانتساب إلى هذا المنهج يحتاج إلى معرفة بأصوله ليلتزمه المسلم وتجب معرفته بالمناهج المخالفة له حتى يجتنبها، فالتمسك بنهج السلف يكون على علم وبصيرة, ولا يكفي مجرد الانتساب إليه مع الجهل به أو مخالفته, ولهذا قال تعالى (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) أي إحسان بمعرفته وإحسان في الاتباع من غير غلو ولا جفاء ومن غير إفراط ولا تفريط كالذين ينتسبون إلى مذاهب الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وهم يسيرون على غير منهجهم في العقيدة والعبادة.
وكذا الذي ينتمي إلى منهج السلف وهو يكفر المسلمين أو يخرج على ولاة أمور المسلمين أو ينحو أي ناحية من الغلو ليس سلفياً بل يسمى خارجياً أو معتزلياً وكذا الذي ينتسب إلى مذهب السلف وهو يقول بقول المرجئة (ب) في مسألة الإيمان والكفر هذه ليست السلفية.
فالواجب التنبه لهذه المسألة وأن لا يخلط منهج السلف مع المناهج الأخرى المخالفة له ويقال هذه المناهج ليست من الإسلام جميعها، هذا من المجازفة في القول والجور في الحكم والتلبيس على الناس.
قال ناقله ( عبدالله السلفي الجزائري) :
وأعلق على هذا الرد القوي بأمرين :
( أ ) هذا الرفق والأدب من الشيخ الفوزان مع هذا المخالف فيه درس للغلاة في (سحاب) والبيضاء ومن نحا نحوهم :
فانظر كيف يرد على هذا المخالف ويصفه في سياق الرد عليه بأنه من ( المشايخ الفضلاء ) !!
فهل هذا موازنة من الشيخ الفوزان - حفظه الله - أم تجون له تأويلاً - يا قوم- ؟!!
( ب ) ونحن إذ نوافق الشيخ الفوزان في كلامه هذا إلا أننا لا نقلده ، فنقول :
هذه الإشارة من قول الشيخ : [وكذا الذي ينتسب إلى مذهب السلف وهو يقول بقول المرجئة في مسألة الإيمان والكفر هذه ليست السلفية] إن قصد المرجئة الحقيقيين بمختلف طرقهم فنحن نبرؤ إلى الله منهم ظاهراً وباطناً .
وإن قصد بها ما اشتهر عنه وعن كثير من علماء السنة في المملكة من نسبة (قول) الإمام الزهري وأمثاله إلى الإرجاء فهذا لا نوافقه عليه بل نعتبره فيه مجتهداً مخطئاً له أجر واحد ..
ونوافقه في بقية ما جاء في المقال من الإنتساب إلى السلف والسلفية الحقة النقية البريئة من الأعمال الردية .
وهكذا - كما يقال - نأخذ من كل شجرة مثمرة ثمارها .
--------------------------------------------------------------------------------
(صحيفة عكاظ) الخميس - 2/5/1426هـ 9 / يونيو/ 2005 – العدد (1453)